العالم يشكو من الملل.. كيف تنسجم معه وتستمتع به؟
الملل شعور غير مريح،هل هو فراغ ام نحاول تجنبه بإدمان متابعة الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي. لكن الأبحاث العلمية أثبتت أن عقولنا تخسر من قدرتها على التفكير عندما نفعل ذلك، و لم نجد بذل لأن الشعور بالملل يحفزنا لنبحث عن حلول تخرجنا من وضعية الملل
روحوا على انفسكم ساعة فساعة
“إذا عشت حياة إيجابية بالمعنى الحقيقي الكافي والمشبع للذات، فلن يكون هناك شيء اسمه ملل”، هكذا يرى الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور. لكن الملل موجود ويضعنا في حالة من “هوس الدفاع” عن أنفسنا في مواجهته، مما يدفعنا أحيانا للهروب من تأثيره ولو إلى الأسوأ
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم تسليما … روحوا عن انفسكم ساعه بعد ساعة فان القلوب اذا كلت عميت، ما هي النتيجة التي يصل إليها الإنسان في عمله إذا لم يطبق حديث الرسول؟
فقد وجدت دراسة أن 25%من النساء و76%من الرجال عرّضوا أنفسهم لصعقات كهربائية، للتخلص من الأجواء المُملة التي وضعتهم فيها التجربة، وفضلوا الألم على الشعور بالملل.لانهم يعيشون فراغا روحيا لا يملا بما هو نافعا من المهلكات وما تهوى اليه النفس من الهوى المظل الاسود
كما فعل أحد شخصيات الكاتب الفرنسي ألبير كامو في رواية “السقوط”، حين “أفنى عمره في الزواج من امرأة لا يحبها، لأنه كان يشعر بالملل ويريد أن يملأ فراغه، ولو بالعبودية في اللاحب”.
لكن الملل جزء من حياتنا قد لا يخلو من فائدة، ولن يفلح الإنفاق العالمي المتزايد على صناعة الترفيه في القضاء عليه، فالملل هو الذي يخبرنا أننا بحاجة لفعل شيء أكثر متعة ونفعا، مما يجعل منه حافزا للتغيير والتقدم.
في كتابه “غزو السعادة” يقولالفيلسوف البريطاني برتراند راسل “من لا يحتملون الملل هم أشخاص قطعوا صلتهم بآلية الطبيعة المتأنية، وستذبل دوافعهم ببطء، كأنها زهور مقطوعة في إناء”
اتضح صحه الحديث الشريف
كشفت الدراسات النفسيه صحة كلام النبى صلى الله عليه وسلم لان الاستمرار فى العمل ونمط واحد
هومحدد ونظام واحد لفترات طويله يؤدى الى الملل والرتابته والكآبته والاكتئاب يودى الى الاحباط اذا مطلوب اجازه لتحافظ على نشاط الذهن والصحه النفسيه التى هى اساس جوده الحياه اذا السعاده هى التغير والتنوع لان وقوف الماء يفسده و الله ان في حديثه هذا لحكمة بالغة حكمة صحية عظيمة نفهم من هذا الحديث ان الترويح عن النفس امر لا بد منه ولا استغناء عنه وحتى لا ننحرف عن الطريق المستقبم بحيث ان القلوب هي العين داخلصدر البشر. ان الإنسان اذا واصل نسق حياته دون تطبيق حديث الرسول صلى الله عليه و سلم يصاب بالملل و الشعور بالرتابة و الكلل..
هل لا حياة بلا ملل؟
.
فعندما قام الباحثون بإعطاء مجموعة من المشاركين مهام مُملة -كقراءة دليل الهاتف- ثم طلبوا منهم أن يبدعوا، اكتشفوا أن من كانوا في أقصى حالات الملل، قدموا أكثر الحلول إبداعا.
الملل ينبهك إلى أن شيئا ما ليس صحيحا، فيحفزك للقيام بتغييرات إيجابية في حياتك، ومن دونه سيبقي كل شيء مجمدا، وربما تفقد العديد من التجارب العاطفية والاجتماعية.
كما كشفت الدراسات أن الملل يجعلنا أكثر إيثارا، إذ نفكر في الآخرين ونساعدهم. فالمشاركين الأكثر مللا أظهروا حماسا أكبر للتطوع في أعمال خيرية حتى يتغلب الانسان على الفراغ واستغلال الفرصة لفعل أشياء إيجابية.
عندما تنهمك في هاتفك فأنت تخفف لحظة من الملل، ولكنك أيضا تجعل نفسك أقل إبداعا، وأقل احتمالا لتقييم حياتك ووضع أهداف لمستقبلك. فلا تكرر تجربة من صعقوا أنفسهم بالكهرباء لتجنب الملل، لأن أدمغتنا ربما تحتاجه أكثر من احتياجها لتذكر الكثير من كلمات السر التي تسمح لنا بالولوج إلى تطبيقات هواتفنا.

10 أسباب تجعلك تشعر بالملل
شهرام حشمت، أستاذ الصحة العامة بجامعة إلينوي، لخص أسباب الشعور بالملل على موقع سايكولوجي توداي، بما يأتي:
1. رتابة العقل، فأي تجربة متكررة يمكن التنبؤ بها تصيب العقل بالرتابة وتصبح مملة، كالمهام التي تتطلب اهتماما مستمرا، والانتظار في المطار، وحياة السجناء.
2. نقص التدفق، ويتحقق التدفق عندما تتوافق مهارات الشخص مع المهام التي يقوم بها، وتتضمن أهدافا واضحة وتحقق نتائج ملموسة، أما المهام السهلة فتكون غالبا مملة.
3. الحاجة إلى المغامرة، فالذين لديهم ميل للإثارة وروح المغامرة -كهواة القفز بالمظلات مثلا- يرون أن العالم يتحرك ببطء شديد، مما يجعلهم عرضة للملل.
4. الانتباه، فأصحاب المشاكل المزمنة المتعلقة بالانتباه وفرط الحركة، لديهم استعداد كبير للملل.
5. نقص الوعي العاطفي، فمن تنقصهم القدرة على التعبير عما يريدون القيام به، ولديهم صعوبة في وصف مشاعرهم أو معرفة ما يجعلهم سعداء، يعانون من الملل.
6. مهارات التسلية الداخلية، فالذين يفتقرون إلى القدرات الداخلية على التعامل مع الملل بشكل مسل وبناء، يفشلون غالبا في توفير ما يكفي من الإثارة لتبديده.
7. نقص الاستقلالية، فافتقاد الناس للحرية التي تمكنهم من تنفيذ ما يريدون، يتفاقم إحساسهم بالملل.
8. الثقافة، فعندما كان أسلافنا يقضون الوقت في تأمين الطعام والمأوى، لم يكن ترف الملل متاحا.
9.الضغط النفسي الذي يتعرض اليه المرء بالادارة
10.فراغ الروحي؛……………..

عواقب الانحراف والخضوع للملل
ووجدت دراسة حديثة على أشخاص في الحجر الصحي في اوربا، أن الملل هو ثاني أكثر المشاكل شيوعا بعد فقدان الحرية. ووفقا للبروفيسور حشمت، أظهرت العديد من الدراسات أن:
حالات الملل المزمنة تسبب الوحدة والغضب والحزن والقلق، وتدفع لفعل أي شيء لتخفيف الألم.
الملل المزمن يعرض للإصابة بالاكتئاب والإفراط في تناول الطعام، وبديلها بالخمر والمخدرات فصد هروب من الملل وبدون شعور يصبح مدمنا.
. الشعور بالملل مرتبط بالوجبات السريعة غير الصحية، ومشاهدة الملهيات والمواد الإباحية على الإنترنت.
. الملل يقود إلى التسويف، فعندما يشعر الناس بالملل في العمل، ينخفض أداؤهم بشكل ملحوظ.قلة لمردود
الاستسلام والخضوع للملل وعدم معالجته أمر خطير، فهو يبعدك عن رؤية نفسك بوضوح عن الخالق سيانه وتعالى
قليل من الملل لا يضر لكن تجنب المعصية افضل
يقول الطبيب النفسي الكاتب البريطاني نيل بيرتون إننا “حتى لو كنا ممن يشعرون بالرضا، فلا بأس بقليل من الملل ليساعدنا على مراجعة أنفسنا، وضبط إيقاعنا للبدء بأعمال أكثر نفعا”. وينصح بأن نتعامل مع الملل بطرق أكثر جدوى، بدلا من محاولة الهروب منه، وخوض معركة لا نهائية ضده.
كما توصي إيرين سي ويستغيت الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة فلوريدا، ببعض الخطوات البسيطة للتغلب على الملل، مثل نثر ملصقات على الثلاجة، لتذكيرنا بقيمة وأهمية ما نفعل.
كذلك حل المشاكل التي تسبب الملل، كغياب الأنشطة الطويلة الأمد وذات المغزى، واكتساب مهارات ومعارف تخفف الملل، كإصلاحات المنزل، أو قراءة رواية مثيرة للاهتمام.
وأخيرا يجب إفساح المجال للمتع العادية دون الشعور بالذنب، كالانغماس في مشاهدة التلفاز، والتلذذ بأكلات محببة، والتواصل مع الآخرين، فكلها من البدائل السهلة والفعالة للغاية في كسر الملل
المصدر : https://www.presslive24.com/?p=5204